البدء والتّأريخ لمطهر بن طاهر المقدسي

الكتاب الأول: مقدمات في دراسة السيرة النبوية الشريفة
الباب الثاني: تطور الكتابة في السيرة النبوية الشريفة و تأريخها
الفصل الثاني: كتابة السيرة الشاملة والمستقلة وتطورها
المبحث الثالث: السيرة النبوية المدمجة ضمن المصنفات التأريخية
المطلب الأول: السيرة النبوية المدمجة ضمن كتب التأريخ العام
الفرع الثاني: المصنفات التي وصلت إلينا في التأريخ العام

5 . البدء و التأريخ لمطهر بن طاهر المقدسي (ت بعد سنة 355 هـ) :
أغـفـلـت الـمـصـادر التـي تـرجـمـت لأعـلام الـنـاس والعلمـاء والمصنفيـن عـن إيـراد تـرجـمـة لهـذه الشخصيـة، ولأجـل ذلك ضـاعـت عمليـة البحث عـن تـرجمـة للمقـدسـي أدراج الـريـاح، كمـا ذهبت المحـاولات السـابقـة التـي بـدرت مـن بعض البـاحثين هي الأخرى كـذلك، إذ لـم تقتصـر جهـودهـم إلّا علـى إثبـات تعليق مـحـقـق هـذا الكتـاب فـي تبيـان صـحـة نسبتـه إلـى المقـدسـي (الأعلام – قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين لخير الدين الزركلي)، إذ حصـل هنـالك لبـس بيـن اسـم هـذا الكتـاب وكتـاب آخـر بالعنـوان نفسـه ذكـره حـاجـي خليفـة لغيـر المقـدسـي (كشف الظنون عن أسامي الفنون لحاجي خليفة).

مهمـا يكـن مـن أمـر نسبـة هـذا الكتـاب مـن حيث الصحـة والخطـأ إلـى الـمـقـدسـي أو غـيـره، فإن هـذا الأمـر لا يهمنـا بقـدر ما يهمنـا أثـر الكتـاب فـي تطـور كتابـة السيـرة النبـوية ضمـن كـتـب التـاريـخ العـام وباقي المصنفـات، فنجـد أن هـذا الكتـاب قـد نحـا فيـه مـؤلفه أسلـوبـاً جديـداً ومغايـراً عمـا ألفـه عصـره مـن أساليب في عـرض تأريخ العالم، إذ وصف روزنثـال أسلـوب المقـدسي بالقول: (محـاولة لإخضـاع التأريخ للفلسفة ومـن الناحيـة الظاهـرية على الأقـل … وأن المـلاحظـات الفلسفيـة هـي كالبقـع القـرمـزيـة التي تنـاثـرت فـي مختلـف ثنـايـا أجـزاء الكتـاب) (علـم التـأريـخ عنـد المسلميـن لفرانتز روز نثال).

عـلـق أحـد البـاحثيـن علـى هـذا الـرأي بالقـول: (إن هـذه القيمـة -إدخـال الفلسفـة وعلـم الكـلام بالتـأريـخ- يـجـب أن تعطـى لـمـجـرد المحـاولـة التـي كانت جـريئـة ومبتكـرة دون شك، أمـا مـن نـاحيـة التطبيق فـإن التـأريـخ لـم يـفـلـسـف … وإنمـا اقتصـر الأمـر علـى إلصـاق بعض أبحـاث الإلهيـات بأبحـاث التـأريـخ مـوجـزة معـروفـة) (التأريخ العربي والمؤرخون لمصطفى شاكر).

كانت هـذه البقـع القـرمـزيـة التـي وصـفـهـا روزنثـال قـد انتشـرت بكثـرة فـي الـقـسـم الـخـاص بسيـرة الـرسـول صلـى الله عليـه وسلّـم مـن هـذا الكتـاب، وشغلت السيـرة النبـويـة مـن هـذا الكتـاب حيـزاً كبيـراً، ولأجـل ذلك أضفـى المقـدسـي جـوانب عـدة على هـذه السيـرة وشملت هـذه الجـوانـب:

1 . استعمـال أسـلـوب المحـاججـة والإفحـام للطـوائف والملل مـن غـيـر المسلميـن سـواء أكـانـوا أتـبـاع أديـان سمـاويـة أم وضعيـة، إذ نـرى فـي هـذا الكتاب هجـومـاً عنيفـاً علـى هـذه الطـوائف والملل فـي إنـكـارهـا نـبـوة الـرسـول صـلـى الله عليـه وسلّـم مـن جهـة، أو رفـض فكـرة النبـوة مطلقـاً، إذ تـركـز هـذا الهجـوم فـي إيـراد الـدلائـل والمعـاجـز والقـرائـن المـؤكـدة لنبـوة محمد صلى الله عليه وسلّـم إذ وصف هـذه الـدلائـل والمعـاجـز بالقـول: (إعلـم إنمـا كـان في هـذه الأخبـار مـن المعجـزات فكلها مصـدقـة مقبـولـة إذا صحت الـروايـة والـنـقـل أو شـهـد لها نص القـرآن والـدلالـة عليها كذهـاب قـوائـم فـرس سـراقـة فـي الأرض … وكـخـبـر الإسـراء والـمـعـراج … وغيـر ذلك مما يـوصف ويحكـى مـع مـا ذكـر مـن هـذه الخصـال كلهـا داخلـة فـي حـد الجـواز والإمكـان بعـد أن كنـا مجيـزيـن للممتنـع فـي الطبـع والعـادة وفـي أيـامهـم فـكـيـف الممكـن المتـوهـم مـن ذلك وقـد نـاقـض المنكـرون لهـذه الحـال بخـروجهـا عـن العـادة …)، وينتهـي بالقـول: (هـذا يـرحمك الله بـاب أغنـى هـذا المتكلف عـن الخـوض فيـه والتمـرس بـه ومـا أراه أبلـى عنـا فـي الإسـلام أو رد عنـه عـاديـاً إن لـم يكـن فتـح عليهـم بـاب شنعـة وتلبيـس وسبيـل معجـزات الأنبيـاء فـي خـروجهـا عـن العـادة سبيـل إيجـاد أعيـان الخلق لا مـن سـابقـة وكـمـا أن إيجـاد الـخـلـق لا مـن شـيء … ولـكـن يعـرف ويعلـم بقيـام الأدلـة التـي عليـه كـذلك معجـزات الأنبيـاء عليهـم السـلام غيـر مـوهـومـة ولا معقـولـة وإنمـا بعلم بقيـام الأدلـة عليهـا).

لـم يكتف المقـدسـي بالمحـاججـة العقليـة فـي إثبـات النبـوة ودحـض المنكـريـن لـهـا ولإخـتـصـاصـهـا بالـرسـول صـلـى الله عليـه وسـلّـم إذ قـرنـهـا بإيـراد بعـض الـروايـات المـؤكـدة لهـذه البـراهيـن، إذ اعتمـد لأجـل ذلك علـى إيـراد نصـوص مـن التـوراة والإنجيـل وباللغـة التـي كتبـا فيهـا، والإحتجـاج بـهـا فـي صـدق نبـوة محمد صلى الله عليـه وسلّـم، وتفنيـذ آراء الملل مـع مـقـارنـة هـذه النصـوص بمـا ذكـره القـرآن فـي هـذا الخصـوص، إن إيـراد هـذه النصـوص مـن التـوراة والإنجيـل تبيـن لنـا تضلـع المقـدسـي في اللغـات غيـر العـربيـة، وهـذا الأمـر قـد انـفـرد بـه الـمـقـدسـي مـن بـيـن كـتّـاب التـأريخ الـعـام والـسـيـرة معـاً فـي اقتبـاس مثـل هـذه النصـوص وزجـهـا فـي هـذا الـمـصـنـف لـيـحـاجـج بـه الـخـصـوص ويفحـم بـه المخـالفيـن والمنكـريـن للنبـوة، وهـذا مـا أوضحتـه مقـالتـه التـي مـفـادها: (وهـذا مما لا يخـالـج عـاقـلاً فيـه شك ولا تعتـرضـه شبهـة فـي أنـه غيـر جـائـز للخصـم المخـالف أن يشهـد علـى خـصـمـه بـمـا فـي كتـابـه وينتصـر بالتسميـة عليـه مـن غـيـر أصـل ثـابت عنـده أو مـرجـوع واضـح لـديـه وهـل الإستشهـاد علـى هـذا غـلا بمنـزلـة الإستشهـاد علـى المحسـوس الـذي لا يكـاد يـقـع الإختـلاف فيـه فكفى بما تلـونـا مـن الآيـات دلالـة علـى صـدق مـا دعينـا).

إن إثـبـات الـمـقـدسـي للـدلائـل الـمـؤكـدة لـنـبـوة الـرسـول صلـى الله عليـه وسلّـم تبيـن استعمـالـه المحـاججـة النقليـة والعقليـة معـاً فـي ذلك وينتهـي إلـى القـول بعـد إيـراده قسمـاً مـن هـذه الدلائـل: (وهـذا يرحمك الله باب يعجـز كتابنا عن استيفـائـه ونجتـزئ بمـا ذكـرنا عـن استقصـائـه والله المعيـن بـرحمتـه).

يـوضـح لنـا هـذا الأمـر قـوة الصـدام الفكـري بيـن الملل والفـرق والطـوائف فـي عـصـر الـمـقـدسـي حـول فـكـرة النبـوة وإثبـاتهـا مـن جـهـة، والتعـرض إلـى ذكـر دلائلهـا مـن جهـة أخـرى وهـذا مـا دفـع بالمقـدسـي إلـى أن يـخـصـص حيـزاً كبيـراً مـن هـذه السيـرة للـرد عـلـى هـذه التخـرصـات التـي تستهـدف تشـويـه هـويـة الإسـلام بـدحـض فكـرة النبـوة أو جعلهـا مقتصـرة علـى الأنبيـاء الـذيـن سبقـوا الإسـلام.

بقـي لنـا أن نشيـر إلـى أن محـاولـة المقـدسـي لـم يكتب لهـا الإستمـرار فـي مـن أتـى بعـده مـن مـؤرخـي التأريخ العـام أو مـن مصنفـي السيـرة، باستثنـاء كتـاب دلائـل النبـوة الذيـن كانت مصنفـاتهـم عبـارة عـن مـزيـج بـيـن التأريخ وعلـم الكـلام باستعمـال الـروايـات التـي تـؤرخ الحـوادث الـتـي وقعت فيهـا تلك المعـاجـز والـدلائـل علـى النبـوة وتطبيق أسـاليب وأنـمـاط المتكلميـن فـي جـعـل هـذه الـروايـات ورقـة تـرفـع بـوجـه المنكـريـن لهـا.

بـيـن روزنـثـال الـمـصيـر الـذي انتهت إليـه هـذه الـمـحـاولـة بـقـولـه: (ومـن سـوء الـحـظ إنـنـا لا نـعـلـم أحـداً ممـن تـلاه استطـاع أن يتعمـق فـي بحـث التـأريـخ بالـروح نفسهـا) (علم التأريخ عند المسلميـن لفرانتز روز نثال)، وأضـاف آخـر علـى هـذا القـول: (إن هـذه المحـاولـة كانت فجة …

كمـا لـم تجـد الحمـاس لـدى المـؤرخيـن مـن جهـة فـلـم يظهـر مـن يتـابعهـا فبقـي أروع مـا فيهـا هـو تلك الرغبة الحـارة فـي ربـط الكـون والحيـاة بنظـرة كليـة شـاملـة تـؤكـد مـا بيـن الفلسفـة والتأريخ مـن نظـام فكـري واحـد) (التأريخ العـربي والمـؤرخـون لمصطفـى شـاكـر).

وهـذا الجـانب قـد مثلتـه الفكـرة التـي وصـف بهـا هـذا الكتـاب مـن حيث ربـط الفلسفـة بالتـأريـخ.

هـذه هـي الفكـرة النـوعيـة التـي أضفـاهـا المقـدسـي علـى كتـابـة التـأريـخ ومنـه علـى كتـابـة السيـرة التـي عـدّت كـمـا لاحـظـنـا آنـفـاً تجـربـة رائـدة فـي مجـال التـدويـن التـاريخـي انعكست آثـارهـا علـى معـالجـة مفـردات السيـرة وطـريقـة عـرضهـا وأسـلـوب طـرحـهـا.

2 . تـخـصـيـص مـبـحـث مستقـل مـن قـسـم السيـرة الـذي تضمنـه هـذا الكتـاب للحـديـث عـن بعـض الأحكـام المهمـة والحيـويـة التـي شـرعهـا الـرسـول صلـى الله عليـه وسلّـم فـي حيـاتـه وعلـة تشـريعهـا، إذ علل قيـامـه بـهـذا الأمـر بـالقـول: (إعـلـم أن أصـول شـريعـة الإسـلام مـأخـوذة مـن الكتـاب والسنـة وهـي مشهـورة معـروفـة يغنـي القـرآن والسنـة عنـد تعـدادهـا وتـكـلـف الـقـول بـتـكرارهـا لأن فقهـاء الأمـة قـد قـامـوا بتـدوينهـا واجتهـدوا فـي تـأويلهـا … غيـر أنـا لـم نستجـز إخـلاء هـذا الكتـاب عـمـا يـلائمـه مـن ذلك لئـلا يـكـون مـن طـريـق العجـز ذكـر شـرائـع أهـل الأديـان والسكـون عـن شـريعتنـا وهـي لمـن أشـرف الشـرائـع وأعلـى المـراتـب).

لـم يكتف الـمـقـدسـي بـذكـر هـذه الـشـرائـع التـي سـنهـا الـرسـول صـلـى الله عـلـيـه وسـلّـم بـل تعـدادهـا إلـى تبيـان علـة تشـريعهـا والهـدف مـن إيجـادهـا، إذ تنـاول فـي الحـديث الطهـارة والعلـة التـي مـن أجلهـا شـرعـت مـع اتصـاف المسلميـن بهـا، كذلك استعـرض أحكـام التيمـم بالتـراب عـوضـاً عـن المـاء والغـايـة التـي جعلت التيمـم مقصـوراً عليـه دون غيـره، وبيـن علـة تحـريـم الميتـة والـدم لكـراهـة النفـس ونفـار الطبـع لذلك وإجمـاع أهـل الأرض علـى نجـاستهمـا، وغيـر ذلك مـن عـلل الشـرائـع التـي سنهـا نبينـا محمد صـلـى الله عليـه وسلّـم.

يختـم المقـدسـي استعـراضـه لـعـلل هـذه الأحكـام بـالقـول: (فهـذه الأشيـاء ممـا يعيبهـا أهـل الإلحـاد فـفـيـهـا مـن الحكمـة مـا لا يعلمهـا إلا الله تعـالـى).

قـدم المقـدسـي بـذكـره لـهـذه الأمـور نـقـلـة نـوعـيـة فـي كـتـابـة الـسـيـرة وذلك باسـتـعـراضـه جـوانـب لـم يـلـتـفـت إليهـا أقـرانـه مـن الـذيـن سبقـوه عـنـد استعـراضهـم لسـيـرة الـرسـول صـلـى الله عـلـيـه وسـلّـم فـي مصنفـاتـهـم المختلفـة، وهـذا الجـانـب قـد أفـرد لـه أحـد العلمـاء مـصـنـفـاً مستقـلاً بـيـن فيـه معظـم إن لـم نقـل كـل الأحكـام والغـايـات التـي مـن أجلهـا شـرعـت ووضعـت تعاليـم ديننـا الإسـلامـي، وقـد بيّنت قنـاعتـه الشخصيـة فـي هـذه العلل ومسببـاتهـا التـي مـن أجلهـا شـرعت (علل الشـرائـع في الاحكام لمحمد بن علي بن بابويه الصدوق).

شكـل نهج المقـدسـي لهـذا الأمـر حـافـزاً للـذيـن تـأخـروا عـنـه عـلـى الـسـيـر فـي ضـوء إيـراده الأحـكـام التـي شـرعـهـا الـرسـول صلـى الله عليـه وسلّـم ولكـن دون تـبـيـان الغايـة أو العلـة التـي مـن أجلهـا شـرعـت (الوفا بأحوال المصطفى لأبـي الفرج ابن الجوزي)، وإن لـم يشيـروا ضمنـاً إلـى مـن اعتمـدوا عليـه وقلـدوه فـي هـذا المنحـى.

3 . انفـراده بـروايـات لـم يـذكـرهـا غيـره مـن المـؤرخيـن الـذيـن وصـلـت كتبهـم إلـيـنـا الـتـي عـرضـت سـيـرة الـرسـول صلـى الله عليـه وسلّـم، إذ أورد أسمـاء الجـن الـذيـن أسلمـوا علـى يـد الـرسـول صلـى الله عليـه وسلّـم بعدمـا سمعـوا قـراءة الـرسـول صلى الله عليـه وسلّـم للقـرآن، كـذلك أورد المقـدسـي أيضـاً كـلامـاً لأبليـس فـي دار النـدوة حـول اغتيـال الـرسـول صلـى الله عـلـيـه وسـلّـم وهـدر دمـه بيـن القبـائـل وقـول الشعـر فـي ذلك، مـع تبيـانـه إمكـانيـة حصـول هـذا الأمـر وعـدم مخـالفتـه للعـادة، إذ يقـول فـي ذلك: (وكـلام إبليس غيـر عجيـب لأنـه قـد يقـال لمـن عمـل لعمـل إبليـس هـذا إبليـس وكذلك لمـن تكلـم كـلام إبليس يـوسـوس إبليـس بمثلـه وقـد سمـى الله عـز وجـل مـن اقتـدى بالشيطـان شيطـانـاً فقـال: {وَإِذَا لَقُـواْ الَّـذِيـنَ آمَنُـواْ قَـالُـواْ آمَنَّـا وَإِذَا خَلَـوْا إِلَـى شَيَـاطِينِهِـمْ قَـالُـواْ إِنَّـا مَعَكُـمْ إِنَّمَـا نَحْـنُ مُسْتَهْـزِؤُونَ} (سورة البقرة، الآيـة: 14)، وإبليس شيطان).

فـضـلاً عـن ذلك فـقـد أورد نـصـوصـاً شعـرية لمحمـد بـن إسحـاق لـم تـرد فـي المصنفـات التـي اعتمـدت علـى سيـرتـه مثـل شـعـر أبـي طـالـب فـي مـبـعـث الـرسـول صـلـى الله عـلـيـه وسـلّـم وتـبـاشـيـره بـه، وشـعـر ورقـة بـن نـوفـل فـي مـدح الـرسـول صـلـى الله عليـه وسـلّـم، مـع إثبـاتـه أبـيـاتـاً شـعـريـة ورد فيهـا مـن الـفـحـش ورع غيـره فـي ذكـرها (شعـر السيـرة النبـويـة لأحمد شـوقـي ريـاض)، إلـى غيـر ذلك مـن النصـوص الشعـريـة الـتـي وردت عنـده ولـم تـرد عنـد غيـره أو لـم تثبتهـا مـن النصـوص الشعـريـة التـي وردت عنـده ولـم تـرد عنـد غيـره أو لـم تثبتهـا المصـادر الـتـي قبلـه.

هـذه هـي الجـوانب التي امتـازت بـهـا الـسـيـرة التـي تـضـمـنـهـا كـتـاب الـبـدء والتـأريـخ والـتـي بـيـنـت تـأثـر المقـدسـي فـي طـرحهـا بمـا نهجـه المتكلمـون والفـلاسفـة وذلك باستعمـال أساليبهـم فـي كتـابـة تأريخـه هـذا مـع شـمـولـيـة الـسـيـرة النبـويـة التـي حـواها هـذا الكتـاب لتلك الأسـالـيـب.

                                                     

عن المدير