كتاب التأريخ لأحمد بن إسحاق اليعقوبي

مقدمات في دراسة السيرة النبوية الشريفة
تطور الكتابة في السيرة النبوية الشريفة و
تأريخها

الفصل الثاني : كتابة السيرة الشاملة والمستقلة وتطورها :
المبحث الثالث : السيرة النبوية المدمجة ضمن المصنفات التأريخية :
المطلب الأول : السيرة النبوية المدمجة ضمن كتب التأريخ العام :
الفرع الثاني : المصنفات التي وصلت إلينا في التأريخ العام :

2 . كتاب التأريخ لأحمد بن إسحاق اليعقوبي (ت 292 هـ) :
     هـو أحمـد بـن أبي يعقـوب إسحاق بن جعفـر بـن وهب بـن واضح
الإخبـاري العبـاسي ، أحجمت المصـادر عـن إعطـاء ترجمة مفصلـة لـه
و كـان ذلك مـدعـاة لعـدم معـرفتنـا بأحـوالـه
(معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب لياقوت بن عبد الله
الحموي)
.

     صنف اليعقـوبـي كتـابـاً فـي التأريخ العـام ابتـدأه بالحـديث
عـن الأمم الغابـرة و تأريخ الأنبيـاء و الأقـوام التي سكنت
الجـزيـرة العـربية قبـل الإسـلام ، ثـم انعطف إلى الحديث عـن
التأريخ الإسـلامي و حـوادثه ابتـداء من ولادة الرسـول صلى الله
عليه و سلّم حتى أيام المعتمـد العبـاسي (256 هـ) .

     كان لسيـرة الرسـول صلى الله عليه و سلّم مكـان رحب في هـذا
الكتـاب ؛ الـذي كتبه بعدما وجـد هنالك تعـارضـاً ملحوظـاً بيـن
الرواة باستعـراض الحـوادث التأريخيـة فأراد به إيجاد مصنف يوفق
بيـن هـذه الـروايـات المتعـارضـة ، و هـذا ما وضحته مقالته التي
مفادها : (ألفنـا كتـابنـا هـذا على مـا رواه الأشيـاخ المتقـدمـون
مـن العلماء و الـرواة و أصحاب السيـر و الأخبـار و التـاريخيات ،
و لم نذهب إلى التفـرد بكتاب نصنفـه و نتكلف منـه مـا قـد سبقنـا
عليـه مـن غيرنا ، لكنا قد ذهبنا إلى جمع المقالات و الروايات لأنا
قد وجدناهم قد اختلفـوا في أحاديثهم و أخبـارهم و فـي السنيـن و
الأعمـال و زاد بعضهـم و نقص بعض فأردنا أن نجمـع ما انتهـى إلينا
مما جـاء بـه كـل امـرئ منهـم)
(التأريخ لأحمد بن إسحاق اليعقوبي)
.

     هـذا هـو الهـدف الـذي حـدا باليعقـوبي إلـى كتـابـة تـأريخـه
هـذا ، ممـا عـدّ ذلك تـطـوراً ملحـوظـاً فـي كتـابـة التـأريخ
العـام ، و ذلك للجـوانب التـي أضفاها على هـذا المنحى فـي كتابة
التأريخ و التـي لـم نألفهـا فـي المصنفـات التـي تـقـدمتـه ؛ إذ
شملت هـذه الجـوانب محـاور عـدّة فشملت أجـزاء الكتـاب كلـه تـارة
و خـص بهـا سيـرة الـرسـول صلـى الله عليه و سلّـم تـارة أخـرى ،
أما الجـوانب التي شملت أجـزاء الكتاب كلـه فهـي :

     1 . بـروز الأثـر الديني و المـذهبي فـي مروياته في هذا
الكتاب ؛ إذ لمسنا هذا الأثر من استعراض مشايخه في الرواية التي
ينتهي طـرق إسناد بعضها ، و لا سيما قسم السيـرة إلى الإمـام جعفـر
بـن محمد الصـادق (ت 148 هـ) و آبـائه ، و ما ذلك إلا لكـونه
شيعياً إمامياً كما قطعت بذلك إحدى الدراسـات .

     أسهـم هـذا الجانب الذي أمتاز بـه اليعقـوبي و كتابه التأريخ
في وجـود روايات لـم تذكـرها المصـادر التي تقـدمتـه بسبب عـدم
اعتماد تلك المصـادر على الطـريق الذي سلكه اليعقـوبي في الـرواية
و الـذي أشـار إليه في مقـدمتـه بقـولـه : (و كـان ممـن روينا عنـه
فـي هـذا الكتـاب إسحـاق بـن سليمـان بـن علي الهـاشمـي عـن
أشيـاخـه بني هـاشـم ، و أبو البختـري و وهب ابن وهب القرشي عن
جعفر بن محمد و غيره من رجـالـه ، و إبـان بن عثمان عن جعفر بن
محمد …) (التأريخ لأحمد بن إسحاق اليعقوبي)
، فمـن تلك الـروايات : ذكـره لحـادثة مـولد الرسـول صلى الله عليه
و سلّم مشفـوعة بوقت الولادة و أوانها إذ يقـول : (و قال من رواه
عن جعفر بن محمد (كان مولده صلى الله عليه و سلّم) يوم الجمعة حيـن
طلـع الفجـر لاثنتـي عشـرة ليلـة خلت مـن شهـر رمضـان)
(التأريخ لأحمد بن إسحاق اليعقوبي)
، كذلك ذكـره لـوقت
وفـاة والـد الرسـول صلى الله عليه و سلّم عبد الله بن عبد المطلب
بأنه كان بعد شهرين من مولده على ما رواه جعفر بن محمد الصادق عليه
السلام)
(التأريخ لأحمد بن إسحاق اليعقوبي)
، و غير ذلك من الروايات
الكثيرة في هذا الكتاب التي أنفرد في ذكرها و لم يتعرض لها أحد من
الذين سبقوة و الذيـن وصلت كتبهـم إلينا المتضمنـة سيـرة الرسـول
صلى الله عليـه و سلّـم و أحـوالـه .

     و مـع وجـود هـذا الجـانب الـذي أمتـاز بـه كتـاب اليعقـوبي
هذا ؛ فإن ذلك لم ينعكس على موضوعيته بحيث يجعل نفسه تميـل ميـلاً
يجـافي الحقيقة أو يستعمـل عبـارات يستشف منها التعصب و التحـامل
علـى بـاقي الروايات المتعـارضة مع ما يعتقده من أفكار ، و لأجل
ذلك وصفـه الـدوري بالقـول : (بأنـه كـان مـتـزنـاً و دقيقـاً فـي
أخبـاره) (بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب
لعبد العزيز الدوري)
.

     2 . استعمـال المنهج المـوضـوعـي فـي كتـابـة التـأريـخ مـع
حـذف طـرق الإسنـاد مـن الـروايـات التـي وردت في هـذا الكتـاب .

     علل الـدوري بـروز هـذا المنحـى عند اليعقـوبي في كتابة
التأريخ بالقـول : (أن النظـرة إلى الأسـانيـد التأريخيـة الهـامة
قد استقرت قبله لذلك فانه يكتفي بذكـر مصـادره في مقدمة قسمه
الثاني) (بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب
لعبد العزيز الدوري)
.

     حـدد روزنثـال مكـان السيـرة مـن هـذا المنهج المتبع و
التطـور الذي أكسبه اليعقـوبي لكتابه التأريخ ضمـن مصنفـه هـذا إذ
يقـول فـي ذلك : (و قـد دون سيـرة الرسـول بالأسلـوب المألـوف حيث
روى فيها عـدة أخبـار مرتبة ترتيبـاً زمنيـاً ما أمكنـه ذلك و هـي
حياته قبـل الإسـلام ، الغـزوات ، أما المـوضـوعـات التي لا يمكـن
ترتيبها كذلك كأسمـاء زوجـات النبي أو الفـرائـض الإسـلامية فقد
وضعها بعد كلامه عن تأريخ النبـوة و لكـن قبـل كـلامـه عـن حجـة
الـوداع و وفاة الرسـول أما باقي الكتاب فهـو تأريخ خلافة كل خليفة
و يبحثها عن إنفراد)
(علم التأريخ عند المسلمين لفرانتز روز نثال)
.

     هـذا هـو المنهج الـذي اتبعـه اليعقـوبـي في كتابـه التأريخ و
الـذي عـدّ منهجـاً جديـداً لتحـرره مـن نمطية المنهج الحـولـي فـي
إيـراد حـوادث كـل سنة علـى حـدة ، و إحلال الكتابة على وفق
المواضيع محله باستعمال الكتابة المرسلة الخالية من طرق الإسناد ،
فكانت محـاور السيـرة مقسمة لأجـل ذلك على وفق الحـوادث التي جـرت
فيها . فكان لهـذا العامل الذي أتبعه اليعقـوبي أثـر واضـح فـي
المصنفـات التي تلتـه
(مروج الذهب و معادن الجوهر لأبي الحسن علي بن
الحسين المسعودي ، الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج ابن الجوزي)

.

     3 . إيـراد طـوالع النجـوم (هي الكـواكب و النجـوم التي تظهر
في السماء في أثناء حصـول الحادثة و قبلهـا و يتنبـأ بها المنجمـون
و النـاس على حسـن هـذا الطالع و شـؤمه) في ذكـر الحـوادث الكبـرى
مثل ولادة الرسـول صلى الله عليه و سلّم ، و المبعث ، و الهجـرة ،
و الوفاة .

     علل أحـد الباحثيـن اتجـاه اليعقـوبي فـي إيـراد طـوالع
النجـوم للأحـداث الكبـرى بأنـه ليشبع فضـول النـاس أولاً ، و
لإرضـاء رغبـات الحكـام الذيـن كان يعتقـدون بهـذه الأعمـال ثانياً
، و أبـدى آخـر رأيـاً مفـاده : (أن حب الإستطـلاع العلمي الـذي
تـوفـر لمـؤرخـي القـرنيـن التـاسع و العـاشر لـم يتجـاهل هـذا
العلم الـذي كان مثـار النقـاش و الجـدل ، مـن ذلك نجـد اليعقـوبي
يشير إلى الطـوالع و التنجيم في بـداية كـل حكـم)
(علم التأريخ عند المسلمين لفرانتز روز نثال)
.

     فضـلاً عـن هـذيـن الرأييـن آنفـي الذكـر ، يجب أن نعلي مـن
أثـر بعض شيـوخه الذين اشتهـروا في التنجيم أمثال محمد بن موسـى
الخـوارزمـي (توفي بعد عام 235 هـ) ، و ما شاء الله الحـاسب ، إذ
جعل أقوالهـم و مصنفاتهـم ضمـن مصـادره فـي كتـابه التأريخ .

     نـرى مـن ذلك كلـه أن هـذه العـوامل مجتمعـة ساعدت على بـروز
هـذا المنحى عنـد اليعقـوبي حتى عـدّ ذلك سابقة مهمة فـي كتابـة
التأريخ عنـد المـؤرخين و المسلميـن .

     هـذه هـي الجـوانب التي أضفـاها اليعقـوبي على كتابـة التأريخ
العـام عنـد المـؤرخين و التي كانت بمثـابـة حلقـة تطـوريـة شملت
كتابة السيـرة بخـاصة كما شملت الكتـابة التأريخية بعـامة ، أما
الجـوانب التي خـص بها اليعقـوبي سيـرة الـرسـول مـن باقي أجـزاء
كتـابه فهـي :

     1 . إيـراد روايات لـم تـوردها كتب السيـرة و المصادر
المختلفة التي سبقته في ما بخص الخـوارق و المعجـزات (أعـلام و
دلائـل نبـوة الـرسـول صلى الله عليه و سلّـم) ، و هـذا مـا يـدل
علـى اهتمـام اليعقـوبـي بهـذه الأمـور و تطعيمـه السيـرة
بالـروايـات التـي تـحـدث عنها .

     2 . خصص اليعقـوبي حيـزاً مستقـلاً مـن السيـرة التي شملها
كتابه التأريخ باستعـراض بعض الخطب و الأحـاديث و الأحكـام التـي
قالها الـرسـول صلى الله عليـه و سلّـم ، إذ كـان لهـذه الظـاهـرة
أثـر ملمـوس فـي المصنفات التي تلت كتـاب اليعقـوبي هـذا و التي
تضمنت ذكـراً لسيـرة الـرسـول صلـى الله عليـه و سلّـم و أحوالـه
(مروج الذهب و معادن الجوهر لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي ،
الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج ابن الجوزي)

، و إن لـم تشـر هـذه المصنفات ضمنـاً إلى مـن سبقها فـي هـذا
الأمـر مـن إيـراد بعض أقـوال و خطب الـرسـول صلى الله عليه و سلّم
، و هـذا الأمـر ينسحب أيضاً على باقي المستجـدات و الجـوانب التي
أضفـاهـا اليعقـوبي على كتـابة السيـرة النبـويـة بخـاصة و التأريخ
بعـامة ، إذ لـم تجـد لا السيـرة و لا باقي أجـزاء الكتاب مكـانـاً
واضحـاً في الكتب التي تلت كتـاب اليعقـوبـي هـذا مـن حيث اقتبـاس
تلك الكتب لبعـض نصـوصـه .

     أرجع أحـد الباحثين أسبـاب هـذه الظـاهـرة إلـى : (أن
اليعقـوبي كـان مثـالاً للعالم المتجـرد الـذي يعمـل فـي صمت
بعيـداً عـن الأضـواء فمـن مـلاحظـة مقدمات كتبه نـراه لـم يذكـر
شيئاً عـن نفسـه و لم يدع الكمال في كتابة بحوثه كما فعل غيره …
و لذلك لم يشتهر لأنـه لا يـحـب الشهـرة ، و ربمـا يعـود أيضـاً
إلى طـابـع عصـره إذ أن علمـاء ذلك العصـر لـم يقيمـوا لأنفسهـم
وزنـاً لذلك لـم يكتبـوا شيئـاً عنهـا)
(اليعقـوبـي المـؤرخ و الجغـرافـي ليـاسيـن
ابـراهيـم علي الجعفـري)
، و هـذا ما يفسـر لنـا إنفـراد
الحمـوي عـن باقـي العلمـاء علـى إيـراد ترجمة لليعقوبي في كتابه
(معجم الأدباء) .

     مـع كـل الأسبـاب آنفـة الذكـر التي استعـرضها الجعفـري فإنها
لا تكـاد تكـون مقنعة تمامـاً بالسبب الـذي مـن أجلـه عـزف
العلمـاء عـن اقتبـاس بعـض نصـوص هـذا الكتـاب أو التـرجمـة
لمـؤلفيـه ، إذ أن تـواضـع العالم ليس لـه أثـر قـوي و ملمـوس فـي
عـدم اشتهـار كتبـه فقـط ، بـل هناك أسبـاب أخـرى قـد كانت وراء
هـذا العـزوف مـن قبل العلمـاء ، و هـذه الأسبـاب تكمـن فـي طبيعـة
بعض الروايات التي أوردهـا اليعقـوبي فـي مـا يخـص بعـض الحـوادث
التي اختلفت فيها الآراء و تضاربت إلى حد النقيـض مثل حـادثـة
الإسـراء و المعـراج و تفاصيلهـا ، و الحـوادث الـتـي جـرت فـي
الـمـغـازي و مـواقـف بعـض الصحابة منها ، و حجـة الـوداع و ما
رافقها مـن أمـور ، إلـى غيـر ذلك مـن الحوادث التي حدثت بعد عصر
الرسالة و التي أصبحت مثـار التـراع و الإختـلاف بين المسلميـن فـي
دقـة تفاصيلهـا .

     إن إيـراد اليعقـوبـي لهـذه الروايات التـي تحـدثت عـن تلك
الحـوادث قـد اتسمت بالجـرأة فـي التعـرض إلـى مـواقف أحجمت عـن
ذكـرها باقي الكتب ، فضـلاً عـن ذلك فإن الـذي وصـل إلينا مـن
تأريخ اليعقـوبي ليس كـل كتابه الـذي صنفه بـل إن في نهايته نقصاً
، و ذلك لأنه ينتهـي بحـوادث سنة (256 هـ) ، مـع العلم أن وفـاته
قـد حددها أحـد الباحثيـن بالسنـوات القليلـة التي تلت سنة (292
هـ)
(اليعقـوبـي المـؤرخ و الجغـرافـي ليـاسيـن ابـراهيـم علي
الجعفـري)
، فالفارق بين السنة التي انتهـي بها الكتـاب و
السنة التي خمن فيها وفـاة اليعقـوبي هـو أكثـر مـن 36 سنـة ، و إن
الكتـاب لا تـوجد فيه خاتمـة بـل كان فيه بيـاض مما يحتمل أن
صفحـاته الأخيرة قد مسحت بفعل فاعل مع تكـرار هـذا المسح فـي
مـواضع عـدة مـن هـذا الكتـاب .

     و ربمـا كـان لضخـامـة الإنتـاج الفكـري فـي مـا يخـص
التـدويـن التأريخـي فـي الحقبة التـي عـاش بهـا اليعقـوبـي
(الفهرست لمحمد ابن النديم) أثـر فـي
إحجـام العلمـاء بالإقتبـاس من نصـوصـه و اكتفاء الكثيـر منهـم
بالمشهـور .

     كـتـب اليعقـوبـي مصنفـه هـذا بأسلـوب جميـل وصفـه أحـد
الباحثيـن بالقـول : (يتميـز أسلـوب اليعقـوبي بالطـراوة و الحبك ،
و لـم يعـن بالصنعـة البيـانيـة و تـزويق الألفـاظ كغيـره مـن
المـؤرخيـن ، و هـذا أمـر طبيعـي فيمـا نـراه لأن للكلمـة
مكـانتهـا عنـد اليعقـوبـي فهـو النـاقـد الـذي يختار العبارة
المناسبة للتعبيـر كمـا يـريد بالصـورة الدقيقـة ، فهـو أسلـوب …
لـم نجـد فيـه استطـراداً لا فـي ذكـر الحـوادث … فـهـو يعطـي
الحـادثـة مـغـزاهـا و دلالتهـا لتمكـن الـقـارئ مـن أن يتحسسهـا و
يتـذوقهـا و يتعـايش معهـا ثـم يكتبهـا بأسلـوب علمـي مفهـوم و
بيـان سـلـس و أسلـوب جـذاب … إذ أننـا مـا إن نبـدأ القـراءة
-فيـه- حتـى نتحسـس بجـاذبيـة خفيـة تشـدنا إلى الكتاب و تلصقنـا
بـه و الـرغبـة فـي تتبـع حـوادثـه تغمـرنـا و الشوق إلى التعرف
إلى ما بعدها تجرنا … و نبغي المـزيد دون ملل أو سـأم ، فمقـدرة
اليعقـوبي على صياغة الألفاظ ليست هي الوحيدة التي تميـز بهـا ، و
إنمـا القـدرة على إعطـاء الوضـوح للفكـرة التي يـريد التعبيـر
عنهـا ، لذلك كـان تأريخـه بكل مـا فيـه مـن حـوادث و روايـات
تـضـفـى عليـهـا طـابـع الـوضـوح و الإنسجـام و خـالـيـة مـن كـل
لـفـظ شـاذ أو تعبيـر غـريـب)
(اليعقـوبـي المـؤرخ و الجغـرافـي ليـاسيـن ابـراهيـم علي
الجعفـري)
.

     هـذه هـي المحـاور و الجـوانب التي أضفـاها اليعقـوبـي على
كتـابـة السيـرة النبـويـة ضمـن كتب التـأريخ العـام و التـي بينت
أهميـة هـذا الكتـاب ضمـن المصنفـات التـي تعـرضت لسيـرة الـرسـول
صلى الله عليه و سلّم و أحـوالـه .

عن المدير