مؤلف الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي

الكتاب الأول: مقدمات في دراسة السيرة النبوية الشريفة
الباب الثاني: تطور الكتابة في السيرة النبوية الشريفة وتأريخها
الفصل الثاني: كتابة السيرة الشاملة والمستقلة وتطورها
المبحث الأول: السيرة النبوية المسهبة والمستقلة ومصنفوها

المطلب الخامس: الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597 هـ)
مصنـف هـذا الكتاب هـو عبـد الـرحمـن بـن أبي الحسن علي بن محمد، برع في الوعـظ والإرشـاد حتى فـاق فيه الأقـران، وتـرك مصنفـات كثيـرة فـي مختلـف العـلـوم والـفـنـون والـمـعـارف، نـشـأ فـي بـغـداد وبـزغ نـجـمـه فـيـهـا إلـى أن تـوفـاه الله سـنـة 597 هـ (ينظـر: الكامـل في التاريخ لعـز الدين ابن الأثيـر الجـزري، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لقاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان، تذكرة الحفاظ لشمس الدين بن عثمان الذهبي، البداية والنهاية لإِسْمَاعِيلُ ابن كثير).
كـان لإهتمامات ابن الجـوزي في الوعـظ والإرشاد أثر ملموس في تضمينه السيـرة النبـوية في معظم مصنفاته التي كتبها (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لأبي الفرج ابن الجوزي)، فضلاً عن أنه كان يكن تقديساً عظيماً لسيـرة الرسـول صلى الله عليه وسلّم في نفسه، ونلمس ذلك من وصاياه التي يقول فيها: (من أراد أن يعلم حقيقة الرضا عن الله عـز وجل في أفعاله، وأن يدري من أين ينشأ الرضا، فليتفكر في أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم) (صيد الخاطر لأبي الفرج بن الجـوزي‏)، فضـلاً عن وجـود هذا الشعور في مقالته التي أفتتح بها أحد كتبه: (ولما سميت كتابي هـذا صفـة الصفـوة رأيت أن أفتتحـه بذكـر نبينـا محمد صلى الله عليه وسلم فإنـه صفـوة الخلق وقـدوة العـالـم) (صفة الصفوة لأبي الفرج ابن الجوزي).
أشارت إحـدى الباحثات إلى هـذا الأمـر بعدما استعـرضت مصنفات ابـن الجـوزي وخرجت منها بالنتيجة الآتية: (ومن ثبت مؤلفـات ابن الجـوزي ومقارنتها ببعض، نستطيع أن نتبين منهجه في التأليف وطـريقته، بأنه كان كثيراً ما يكـرر ما كتبه في كتب سابقة، ومن باب معيـن ويألف منه تصنيفاً جديـدة وبعنـوان جديد وبإضافة جديدة إن لم يحـذف من مواد الكتاب السابق. ولو ألقينا نظـرة بسيطة على ثبت تأليفه في المـواضع المختلفة لرأينا مـدى التشابه الكبير في عناوين تلك الكتب وأسمائها فـي المـوضـوع المعين الواحد) (قراءة في مؤلفات ابن الجوزي لناجية عبد الله إبراهيم).
خـص ابـن الجـوزي مـن بين مصنفاته مصنفاً مستقـلاً استعرض فيه سيـرة الرسول صلى الله عليه وسلّم بشمولية وتفصيل أسماه (الوفا بأحوال المصطفى) بعدمـا وجـد الحاجـة ملحة في عصره إلى وجود هكذا مصنف، إذ بين هذا الأمـر في مقدمة كتابه هـذا التي أفتتحها بالقـول: (وأنـي رأيت خلقاً من أئمتنا لا يحيطـون علمـاً بحقيقة فضيلته فأحببت أن أجمع كتاباً أشير فيه إلى مرتبته وأشـرح حاله مـن بدايتـه إلى نهايتـه وأدرج في ذلك الأدلـة على صحـة رسالتـه، وتقدمـه على جميع الأنبياء في رتبته، فإذا انتهى الأمـر إلى مدفنه في تربته ذكـرت فضـل الصـلاة عليه وعـرض أعمال أمته وكيفيـة بعثتـه، ومـوقع شفاعتـه وأخبرت بقربه من الخالق يوم القيامة ومنزلته) (الوفا بـأحـوال الـمـصـطـفـى لأبـي الـفـرج ابـن الـجـوزي).
نـرى مـن هـذا الإستعـراض وجـود حافزين ألحا على ابن الجـوزي في كتابة مصنفه هذا، الحافز الأول، حافز أخلاقي تمثل بالتبرك بكتابة السيرة النبوية، أما الحافز الثاني فهـو حافـز علمـي تمثـل بتصنيف كتاب يعالج فيه أحـوال المصطفى وسمـو مرتبته وحقيقة فضيلته بعدمـا جهـل بعض النـاس هـذا الأمـر فـي عصـره.
ولأجـل ذلك كانت المحـاور التـي حـواها مصنف ابن الجـوزي هـذا مـن الإسهامات الجـادة فـي تطـور كتابة السيـرة لأنه استعـرض فيهـا أمـوراً عـدةً لـم تـوجـد فـي بـاقـي المصنفات التي سبقته والتي تشابهت معه في المنحى والأسلوب في طرح مضامين السيـرة ومتعلقاتها الجانبية، وهـذه الأمـور التي استعـرضها هـي:

أولاً: شمائل الرسـول صلى الله عليه وسلّم وأخلاقـه، إذ عـرضها بشكـل منفصل بهـذه السيـرة وذلك بتخصيص فصـل مستقـل لها (الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج ابن الجوزي).

ثـانيـاً: دلائـل نبـوة الـرسـول صلى الله عليـه وسلّـم ومعجـزاتـه، إذ ضمنها فـي أماكـن متعـددة مـن هـذه السيـرة (الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج ابن الجوزي)، وهـذا ما أشـارت إليه مقالته فـي مقدمته التي افتتح بها كتابه والتي مفـادها: (فأحببت أن أجمع كتاباً أشيـر فيه إلـى مرتبته وأشـرح حاله مـن بدايته إلـى نهايته …) (الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج ابن الجوزي).

ثالثاً: خصائص الرسول صلى الله عليه وسلّم والميزات التي فضل الله تعالى بها نبيه على سائر الخلق أجمعين وما أوجبه الله تعالى على أمته في طاعته وتقديم محبته على النفس (الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج ابن الجوزي).

هـذه هـي الأمـور التي أدخلها ابن الجوزي على كتابه هذا والتي تضمنت جمعا لجوانب شتى من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم أفـردهـا العلماء قبله بالتأليف في مصنفات عديدة منذ القرون الأولى حتى عصره (الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج ابن الجوزي)، أما التجـديـد فـي عمـل ابـن الجـوزي هـذا فهـو قيـامـه بجمـع هـذه الجـوانب فـي إطـار واحـد وإدخـالهـا فـي قالب تنظيمـي دقيق جعلها متصلـة الحلقـات ومـتـرابـطـة مـع الـحـوادث التـي عـاصـرتـهـا، مـع الإشـارة ضمنـاً إلى وجـود عامـل ساعـد على جمـع هـذه الجـوانب وذلك بكـون ابـن الجـوزي قـد وضـع كتـابـه هـذا على أسـاس المـوضـوع فـي عـرضـه لمضـاميـن الكتـاب، إذ كانت هـذه المضـاميـن غيـر خاضعـة لمقيـاس القـدم والتسلسـل فـي عـرض الحـدث التـأريخـي، وهـذا مـا أشـارت إليـه مقـدمـة كتـابـه الـذي عـرض فيـه أبـوابـه ومبـاحثـه (الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج ابن الجوزي).

لـم تقتصـر هـذه السيـرة التـي كتبها ابـن الجـوزي للرسـول صلـى الله عليـه وسلّـم على هـذا المنحى فقط بـل صاحبتـه منـاح أخـرى كانت بمجملهـا نقلـة نـوعيـة تسجـل لهـذه السيـرة، مـع إسهـام فـي تطـور كتـابتهـا، وهـذه المنـاحـي هـي:

1 . حـذف الأسـانيـد مـن الـروايـات سـواء أكـانت روايـات شـفـويـة أم اقتبـاسـات مـن مصنفـات مكتـوبـة حصـل علـى إجـازة لـروايتهـا (الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج ابن الجوزي).
علل ابـن الجـوزي منحـاه هـذا بالقـول: ” ولا أطـرق الأحـاديث خوفـاً عـلـى السامـع من مـلالته” (الوفا بأحوال المصطفى لأبي الفرج ابن الجوزي). وبيـن لنـا هـذا المنحـى الـذي أنتهجـه ابـن الجـوزي فـي كتـابـه هـذا الإسـتـرسـال فـي ذكـر الـروايـات الغـثـة والسمينـة منها، لأن إيـراد هـذه الـروايـات مـحـذوفـة الـسـنـد يبيـن لنـا العفـويـة وعـدم التـدبـر فـي إثبـاتهـا، حتـى شكـل ذلك أمـراً أظهـر فيـه أن الإسنـاد قـد بـلـغ فـي عـصـر ابـن الجـوزي مـن الـوهـن مـداه، إذ اكتفـى المصنفـون بالإعتمـاد علـى النقـولات مـن الكتب التـي سبقتهـم وتـرك الـروايـات المسنـدة بطـريـق شفـاهـي.

2 . اعتماده على المصنفات التي كتبها العلماء السابقون عليه والتي تعرضت للسيرة من قريب أو بعيد وإشارته إليها في مـواضـع كثيـرة مـن كـتـابـه هـذا، وهـذا مـا يـدل عـلـى وصـول هـذه المصنفـات إليـه واعتمـاده عليهـا، فـهـو بذلك قـد حفـظ لنـا قسمـاً مـن مـضـامينهـا، مـمـا سـاعـد البـاحثيـن عـلـى إجـلاء بـعـض الغـمـوض الـذي يصـاحب أسمـاء بعـض الكتب التـي ذكـرها ابـن الجـوزي والتـي أخـذتهـا عـوادي الـدهـر ولـم يبـق مـنها سـوى أسمـائهـا ونقـول متفـرقـة فـي بطـون بـعـض الكتب.
فضـلاً عـن ذلك فـقـد أثبت ابـن الجـوزي بعض تعليقـات شيـوخـه علـى قسـم مـن الـروايـات التـي أثبتهـا فـي كتـابـه هـذا.
ولأجـل ذلك كـانت هـاتـان الطـريقتـان فـي إثبـات النصـوص سمـة اتصف بهـا هـذا الكتـاب مـع العلـم أنها لـم تكـن وليـدة أوانهـا بـل كانت هنـالك مصنفـات سبقتـه اتصفت بـهـذه السمـة (ينظـر: تاريخ اليعقوبي لأحمد بن واضح اليعقوبي، ومروج الذهب ومعادن الجوهر لأبي الحسن علي المسعودي)، ولكن الميـزة التي اتصف بها مصنف ابن الجـوزي هذا تمثلت بأن هـذا المنحى قد تبلورت جميع اتجاهـاتـه فـي هـذا الكتـاب، إذ لم نجـد فيه نصـاً مسنـداً أو مناقشـة لروايـة أو ترجيح واحـدة على أخـرى بـل كان مجـرد لم شتـات مـن الروايـات المبعثـرة هنـا وهنـاك فـي بطـون الكتب وإخـراجهـا فـي مصنف مستقـل.

3 . إغفال الأشعـار الواردة في حـوادث السيـرة، إذ كـاد الكتـاب يخلـو تقريبـاً مـن الأبيـات والقصائـد الشعـريـة التـي حفلت بهـا تلك الحـوادث، إذ لـم نجـد فـي هـذا الكتـاب إلا مـواضـع قليلـة جـداً استشهـد بهـا ابن الجوزي في ما قيل في تلك الحوادث من شعر (الوفا بأحوال المصطفى).
وقد علل إغفـال ابن الجـوزي لهـذه الأشعـار بـرغبتـه فـي الإقتصـار والإكتفـاء بعـرض جـوانب المـوضـوع مـن دون إطـالـة لأن أشعـار السيـرة تـأخـذ حـيـزاً كـبـيـراً مـن الـكـتـاب الـمـراد تصنيفـه فيهـا (مقدمة تحقيق كتاب الوفا لمصطفى عبد الواحد).

4 . التنـاسق والتـرتيب في عـرض الحـوادث، والمنهجية الدقيقة فـي تقسيـم الكتـاب إلـى أبـواب كبيـرة ثـم إلـى أصغـر منهـا، بحيث أن كـل روايـة تذهب إلـى البـاب الـذي يـوافـق مضـامينهـا (الوفا بأحوال المصطفى)، فهـو بذلك قـد وضـع أسـسـاً منهجيـة لمبـاحـث السيـرة لـم تـكـن بـهـذه الصـورة والتقسيـم فـي الـعـرض والإيـراد عنـد مـن سبقـه، حتـى انتهـج بعـض المصنفيـن المتأخـريـن فـي سيـرة الـرسـول صلـى الله عليـه وسلّـم خطتـه هـذه فـي العـرض (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد لمحمد بن يوسف الصالحي)، إذ أشار هـذا المصنف إلى هـذا الأمـر بالقـول: (فهـذا كتاب … ذكـرت فيـه قطـرات مـن بحـار فـضـائـل سيـدنا رسـول الله صلى الله عليـه وسلـم مـن مـبـدأ خلقـه قـبـل خـلـق سـيـدنـا آدم … وأعـلام نـبـوتـه وشـمـائلـه وسيـرتـه وأفعـالـه وأحـوالـه وتقلبـاتـه إلـى أن نقلـه الله تعـالـى إلـى أعلـى جنـابـه ومـا أعـد له منها من الأنعـام والتعظيم … وأثبت ما فيه من الأبـواب، وهي بنحـو ألف باب والله الهـادي للصـواب) (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد لمحمد بن يوسف الصالحي)، فضـلاً عـن اعتمـاد الصـالحـي نـفـسـه كـتـاب ابـن الجـوزي هـذا وجعلـه فـي قـائمـة مصـادره التـي افتتـح بهـا كـتـابـه (سـبـل الـهـدى والـرشـاد فـي سيـرة خيـر العبـاد لمحمـد بـن يـوسـف الصـالحـي).

5 . التنـاقض فـي عـرض الروايـات، إذ أشـار فـي مقدمة هـذا الكتاب إلى أنه لا يخلط الصحيح بالكـذب كما يفعـل غيره مـن المصنفيـن لإكثـار الروايات (الوفا بأحوال المصطفى)، ولكنـه فـي كتابـه هـذا لـم يلتـزم بهـذا العهـد الـذي قطعـه علـى نفسه فـي كتـابـه هـذا إذ نقـل روايـات مـوضـوعـة فيـه أشـار هـو نفسـه فـي أحـد كتبه إلى وضعهـا (الوفا بأحوال المصطفى)، فمن هذه الروايات ما ذكره حول الطينة التي خلق الله منها نبيه (الوفا بأحوال المصطفى).
تنبـه العـديـد مـن العلمـاء الذيـن ترجمـوا لابـن الجـوزي فـي مصنفـاتهـم إلـى هـذه الظاهـرة فـي كتبـه، إذ علق الـذهبـي عليـه بالقـول: (وكـان كثيـر الغلـط فيمـا يصنفـه، فـإنـه كـان يـفـرغ مـن الـكـتـاب ولا يعتبـر … ولـه وهـم كثيـر فـي تـواليفـه يـدخـل عليهـا الـداخـل مـن العجلـة والـتـحـويـل إلـى مـصـنـف آخـر، وأن جـل عـلـمـه مـن كـتـب مـا مـارس فيهـا أربـاب العـلـم كمـا ينبغـي) (تذكرة الحفاظ لشمس الدين بن عثمان الذهبي)، وأضـاف ابـن رجـب الحنبلـي (ت 795 هـ) بالقـول: (مـع هـذا فللنـاس فيـه رحمـة الله عليـه كـلام لـوجـوه، منـهـا كثـرة أغـلاطـه فـي تصـانيفـه، وعـذره فـي هـذا واضـح وهـو أنه كـان مكثـراً مـن التصـانيف فيصنف الكتـاب ولا يعتبـره بـل يشتغـل بغيـره) (ذيل طبقات الحنابلة لعبد الرحمن بن أحمد ابن رجب الحنبلي).
بهـذا المنحـى الـذي سـلـكـه ابـن الـجـوزي فـي كـتـابـه هـذا أصبح لكتـابـة السيـرة أسلـوب يتميـز بـإضفاء بعـض الـروايـات المـوضـوعـة فـي هيكلهـا.

6 . انطمـاس شخصيـة الـمـؤلـف فـي هـذا الكـتـاب، وذلك لعـدم وجـود رأي مستقـل لـه فـي الحـوادث التـي عـرضهـا فيـه، إذ لا تـوجـد فـي هـذا الكتـاب سـوى تعليقـات بسيطـة فـي أمـاكـن قليلـة منـه لا تتعـدى أصـابـع اليـد الـواحـدة (الوفا بأحوال المصطفى)
وهـذا الأمـر مـرجعـه إلـى أن ابن الجـوزي كان فـي كتـابه هـذا ناقـلاً أكثـر مما هـو ناقد، وذلك لبـروز الحافـز الأخلاقـي فـي هـذا الكتـاب علـى حسـاب الحافـز العلمـي المتمثـل بمناقشـة الـروايـات وغـربلتهـا والتـرجيـح فـي مـا بينهـا، فضـلاً عـن ذلك لـم نجـد فيـه إحالـة واحـدة إلـى أحـد مـصـنـفـاتـه الأخـرى التـي اسـتـعـرض فـيـهـا سيـرة الـرسـول صلـى الله عليـه وسلّـم (ينظر: المنتظـم في تاريخ الملوك والأمم، وصفة الصفوة، وتلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير، الحدائق في علم الحديث والزهديات، وكلها لأبي الفرج ابن الجوزي).

هـذه هـي المـنـاحي التـي أضـفـاها هـذا المصنف علـى كتـابـة السيـرة النبـويـة إذ شكلت إنعطـافـة مهمـة فيهـا ومغـايـرة عـن المصنفـات التي سبقته.

                                                     

عن المدير